المتابعون

لوحة العيد .. أحــقــاً مــا تــقــول ؟؟!!

2008/09/30
[[ البداية ]]

رجل فقير ..!!
قام في الصباح الباكر
.. باحثاً عن قوت يومه ..
يتذلل لهذا
.. ويشحذ من ذاك ..
ويحمل أثقالاً لشخص
.. وينظف حذاء آخر ..
إلى أن أقبل الليل
..
الحمد لله
..
لقد وجد ما يسد جوعه ليومين أو ثلاثة
..
إنه أمر عظيم
.. جداً ..

بحث عن مكان للنوم
..
كل الزوايا مملوكة
..
معاناة أخرى
..
لم يجد الرجل إلا رصيفاً
..
الحمد لله
..
لم يسبقه أحد إليه
..
نزل إلى الأرض
..
أزال الأوساخ
..
وعدل التراب قليلاً
..
ثم اضطجع والتحف رداءه
.. ونام ..

المسكين
..!
قضى معظم الليل بحثاً عن مأوى
..
لم يجده إلا قبيل الفجر
..

في الصباح
..
استيقظ على صوت رجل يقول له
..
يا رجل
.. ما لك نائم ؟؟
قم وافرح مع الناس
..!
زر أصحابك ورفاقك
..!

قام الرجل
..
المسكين
..!
لم يهنأ في نومه
.. لقد نام للتو .. وها هو يوقظ ..
التفت يميناً وشمالاً
..
أطفال هنا وهناك
..
والسعادة تملاً المكان
..!
الجميع كلهم سعداء
..!
الجميع قد لبسوا ثياباً جديدة
..!
الجميع يضحكون ويمرحون
..!

فكر الفقير قليلاً
..
ثم التفت إلى الرجل
..
لم أفهم ما تقصد
..!
هل هذا
؟؟!
ما يسمونه
.. العيد ؟؟!
أحقاً ما تقول
؟؟
قال الرجل مستغرباً
: نعم ..!!

أطرق الفقير رأسه
..
فكر في نفسه قليلاً
..
لا ثياب جديدة
..!
لا مال وفير
..!
لا طعام يشبعه
..!
لا أحد يسأل عنه
..!
لا سعادة في حياته
..!

في الأثناء
..
نفحة هواء
..!
حملت معها بعض الأشياء
..
لتملأ مكان نومه
..!

التفت الفقير مرة أخرى إلى الرجل
..
وقال له
:
يرحمك الله
..
عد إلى بيتك وأكمل نومك
..!
هذا ليس يوم العيد
..!

ذهب الرجل وفي عقله ألف سؤال وسؤال
..!

قام الفقير من مكانه
..
ليشرب الماء من صنبور هناك
..
في الطريق
..
لحظات صمت
..!
تذكر فيها ماضيه الجميل
..
يوم أن كان مثل ذلك الرجل
..
وتذرف دمعة
..!

عاد الفقير إلى مكان نومه
..
لم يأخذه أحد ..
الحمد لله ..

نزل إلى الأرض
..
أزال الأوساخ
..
وعدل التراب قليلاً
..
ثم اضطجع والتحف رداءه
..
ونام
..

[[ النهاية ]]




شكراً لمن فهم القصة كما أقصد تماماً ..